علي معالي (دبي)

هناك الكثير من الأسرار التي لا نعرفها عن الفرق التي شاركت في كأس آسيا 2019، نرصدها من خلال المرافقين الذين عاش بعضهم هذه التجربة للمرة الأولى، وجاء الاقتراب بصورة أكبر من المنتخبات الغريبة عن منطقتنا ربما لتعلم شيء ما عنهم أو سلوك مختلف يمكن الاستفادة منه. «الاتحاد» طرقت الدخول من الباب الرسمي، بالحصول على موافقة من مجلس أبوظبي الرياضي في محاولة لإبراز الكثير من الخفايا الجميلة والصادمة للبعض، لكنها في النهاية رصدت الكثير من الحكايات والأسرار التي يمكن الاستفادة منها، سواء لأنديتنا أو لاعبينا في المستقبل.
وفي الجزء الثاني من خبايا وأسرار منتخبات آسيا في النسخة 17، نقترب من منتخبات أوزبكستان والصين وفيتنام من خلال المرافقين، لنتعرف أكثر على تلك البلاد وحكاياتها مع الساحرة المستديرة، وإبراهيم المري مع منتخب الصين، وعوض الزبيدي مع فيتنام.
البداية بالمنتخب الأوزبكي ومن خلال المرافقة ميثاء عيسى إبراهيم مع أوزبكستان، حيث أكدت أن لديهم عادة يقومون بها يومياً بعد تناول العشاء أن يرددوا دعاء في صوت واحد، ثم يرفعون أيديهم للسماء يقومون بالمسح على وجوههم مرددين «الحمد لله على ما أطعمتنا ورزقتنا»، وكان الالتزام كبيراً لديهم في ضرورة تأدية صلاة الجمعة، هذا بخلاف طبعاً الصلوات اليومية الخمس. وحرصت إدارة البعثة على وجود المطبخ الشعبي الأوزبكي 3 مرات أثناء الفترة التي قضوها في كأس آسيا، وكانت إدارة الفريق عندما يريدون إدخال الفرحة على اللاعبين بعد نتيجة مباراة جيدة أو عرض كروي متميز، يحضروا لهم المطبخ الأوزبكي، وتلهف اللاعبون لأكلة شعبية لديهم اسمها «بلوف» وهي تشبه «المقلوبة»، مع جذر وخضار وأرز، والأكلة الشعبية الأخرى يطلقون عليها «دولمة» وهي تشبه إلى حد كبير المحشي، ويعتمدون في أكلهم على الشحوم أكثر.
وتقول ميثاء: في البداية أصابت الدهشة بعثة الأوزبكي، لتواجد فتاة مرافقة لهم في البطولة، ولكن مع مرور الأيام حدثت الألفة بيننا، خاصة أنهم وجدوا أنني أقوم بعمل متميز للغاية وأقدم الوجه الجميل للفتاة الإماراتية.
وتميزت البعثة الأوزبكية «الذئاب البيضاء» بوجود طرف في أميركا اللاتينية ممثلة في المدرب الأرجنتيني كوبر، وكذلك المصري محمود فايز المعاون لكوبر، وقد رفض كوبر خلال البطولة قيام اللاعبين بأي رحلات سفاري أو زيارات خاصة لأماكن سياحية، لرغبته في التركيز بالبطولة فقط، وعدد قليل للغاية من اللاعبين يتحدثون الإنجليزية، حيث تعتبر الأوزبكية والروسية هي الأكثر انتشاراً.
وأضافت ميثاء: التعامل كان مباشرة مع مدير المنتخب واسمه ديور، وخلال تواجدي معهم تعلمت الكثير، وأبرزها الالتزام في الوقت والصبر في العمل أيضاً.
تحدثت ميثاء عن تجربة انضمام الفتيات لمرافقة المنتخبات قائلة: ظاهرة جديدة علينا لكنها أشعرتني بالمسؤولية الكبيرة، ونجحت مع زميلاتي روقية البلوشي التي تواجدت مع منتخب كوريا الشمالية، وشيرينا البلوشي مع منتخب قيرغيزستان، في ترك ذكري طيبة. وقالت: سبق لي أن عملت مع الألعاب الإقليمية في العام الماضي، وكان العمل معهم أصعب بكثير من أمم آسيا. وفيما يخص المنتخب الصيني فقد بدأ خطواته الأولى بالتواجد على أرض الدولة يوم 28 ديسمبر الماضي، وهي الفترة التي تحركوا خلالها كثيراً نحو الترفيه في أماكن مختلفة، بزيارة متحف اللوفر في أبوظبي، ومسجد الشيخ زايد أيضاً، وجزيرة الماريا، وكان الانبهار كبيراً بما شاهدوه من تحف معمارية رائعة في مسجد الشيخ زايد، والتقط الجميع صوراً تذكارية مختلفة.
وحرص المنتخب الصيني على تناول وجباته الصينية المعروفة من خلال تواجد طباخ معهم من البداية للنهاية، لتجهيز المأكولات الصينية الخاصة، ولم تكن الزيارة غريبة على معظم عناصر المنتخب الصيني، حيث حضر بعضهم إلى الإمارات مع فريق شينزهو الذي لعب عدداً لا بأس من المباريات مع أنديتنا في دوري أبطال آسيا.
ويرى المرافق إبراهيم المري «28 عاماً» دبلومة إدارة أعمال، أنها تجربة ممتازة للغاية من النواحي كافة سواء الخبرة أو الثقافة، وقال: تعرفت إلى اللغة الصينية، وكان البعض يحذرني كثيراً من العمل معهم قبل قدومهم، ولكن عندما بدأت التواجد معهم في كافة التحركات وجدت الوضع مختلفاً، ونجحنا كمواطنين في تقديم صورة رائعة بشهادتهم جميعاً قبل أن يتركوا بلادنا عائدين إلى بلادهم.
وأضاف: قبل أن تعود البعثة إلى الصين قام الثنائي يان جونلينج حارس المرمى وتشانج بتوجيه الشكر لي على ما قدمته معهم، وعلى التحمل الكبير لي معهم، مؤكدين أن أي مباريات ودية للمنتخب سوف ننتهز الفرصة لكي يلعبوها على أرض الإمارات.